^~^ لو سألتك أنت مصري ؟! ^~^

لو سألتك أنت مصري ؟

*
*
كثر الكلام في الآونة الأخيرة عن الوطنية ..
وتسأل البعض عن سر غياب – من وجهة نظرهم - تلك الوطنية ..
وقال البعض ربما لو توافرت المعاملة الراقية للمواطن فسيتحسن الوضع ..
وهذا يدفعني لإستحضار صور عدة ..
فالمواطن عموماً والمصري خصوصاً قد تعرضوا فيما سبق – وإلى الآن - لمعاملة قاسية للغاية ..
وتكاد تصل إلى أن تكون معاملة غير آدمية بالمرة ..
ومع ذلك هذا المواطن كان مفعم بالوطنية والحماس .. (غلبان يا عيني) ..
ويدافع لآخر نفس وقطرة دماء كم أجل تلك البلاد التي لا تعامله كما يجب ..
وقال البعض ربما لو وفرت للمواطن دخل مناسب وطرق نظيفة وغيرها من وسائل الرفاهية ..
لوجدت الوطنية طريقها إلى قلب المواطن ..
وإن كان هذا صحيحاً لكان الأمريكان أشد الناس وطنية ..
وكان أقلهم وطنية هم شعوب العالم الثالث ..
وهم – بلا فخر – نحن ..
وعلى الرغم من ذلك نجد النقيض تماماً ..
فالأمريكان مهما بلغوا من وطنية داخل صفحات الأدب أو داخل مشاهد الأفلام .. (كما يزعمون) ..
فإن هذا لا يمت للواقع بصلة ..
ويدخل الأمريكي الجيش ..
لرغبته - غالباً - في الحصول على المركز المعنوي والمالي ..
والبعض يدخله لأنه يأس من توافر فرص له في المجتمع .. (محطم فاشل وليست له جيرل فرند) ..
وليس لرغبة في الذود عن الوطن والدفاع عن الحريات وكل هذا الهراء ..
بينما الشعوب الفقيرة أكثر وطنية بصورة واضحة ..
ويكفي أن يخرج فيهم شيخاً أو قساً أو كاهناً أو خطيب محنك ..
ليلهب الشعب ويحرك تلك المشاعر داخله .. (وهنا يقبل الحكام للمرة الأولى والأخيرة دخول الدين فى السياسة) ..
وهنا قد يطرح السؤال نفسه ..
هل هناك علاقة بين الثقافة والعلم من جانب والوطنية من الجانب الآخر .. (لو كان هذا صحيحاً لكانت كارثة) ..
هل بينهم نسبة عكسية كما هو واضح ؟!
ولكن قديماً كان الفراعنة مثلاً يقاتلون حتى الموت دفاعاً عن أراضيهم ..
ولكن هل كان الكهنة هم من يحاربون ؟!
لا بالطبع ..
والعلم والثقافة كانا لديهم ..
يظل هذا احتمال قائم ولكن هل تغير هذا في العصر الحديث ؟!
حيث خبا ضوء الوطنية بسبب الثورة العلمية والثقافية الهائلة ..
احتمالاً آخر ..
ربما نحب الوطن لأنه هو من احتضننا والخ .. (ومصر هي أمي نيلها هو دمي وكده) ..
وهذا قريب للتصديق حيث أن الإنسان عندما يغترب يشعر بحنين إلى الوطن ..
وإن كانت البلد الغريبة ذاتها - على الأرجح - تحتضنك أفضل ..
وتلقى فيها معاملة أفضل .. (بس تقول ايه اللي فيه داء ما بيبطلوش) ..
وإن أخبرتني بأنك لن تجد هناك عبد الحليم ومحفوظ والأزهر وأبو الهول والنيل ..
فلربما تجد من يماثلهم هناك أو يفوقهم ..
ولكني ليست المشكلة في هؤلاء الرموز ..
فكل بلد لها رموز وتراث ..
وإن كان ليس لهم حليمك ولا محفوظك ولا أبو هولك .. (جديدة أبو هولك أي خدمة ؟) ..
وقد تحدثني عن التراب الوطني وما إلى ذلك ..
فالتراب – إن لم تكن تعلم – موجود في أي مكان على الأرض .. (حقيقة عرفها جدنا من العصر الطبشوري) ..
الخلاصة أننا رغم كل ما سبق نحب أوطاننا ..
وإن أدعينا العكس ..
فلا شك أن الغضب يساورك – ولو قليلاً – عندما يسيء أحدهم إليه .. (فهذا يثبت بشكل أو بآخر أننا نملك قليل دماء في العروق) ..
وليس أحدهم من الداخل ..
ولكن أحدهم من الخارج ..
تماماً كما تفعل مع من يسب أهلك .. (لازم تظهر له العين الحمراء) ..
فقد يظل لماذا سؤال محيراً ..
ولكن يبقى حب الوطن موجوداً ..
إلى إشعاراً آخر ..
*
*
إهــــــــــداء ..
إلى الوطنية .. (معلش حته كده تفرح العيال)
*